ويعني التمييز المعاملة غير المتكافئة وغير المتساوية التي تقوم بتحديد مواقع للناس دون سبب مقبول.
إن خلق أجواء عدائية أو مهينة، أو إعطاء أوامر أو نصائح تحمل التمييز في طياتها، هي أيضاً شكل من أشكال التمييز، ويشمل الحظر المفروض على التمييز على حظر التدابير المضادة للتمييز أيضاً: إذ لا يجوز أن تكون هناك آثار ضارة ناتجة عن محاولات ضمان حقوق الفرد أو أي فعل مضاد لانتهاكات الحقوق.
وقد تم وضع اتفاقات منفصلة تماماً لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة وذلك لمواجهة الأشكال الشائعة للتمييز. وتشتمل هذه على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري (CERD، 1965)، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW، 1979)، واتفاقية حقوق الطفل (CRC، 1989)، واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (2008).
إن التمييز والمساواة بين الجنسين من المسائل التي تؤثر في العمل الصحافي بمجمله، وكثيراً ما يتباهى الصحافيون بأنهم هم من يمنحون فرصة التعبير للذين لا صوت لهم. والحقيقة أن تعددية الأصوات تعتبر هدفاً مهمّاً في وسائل الإعلام، ولكن عمليّاً لا يتم احترامها بشكل جيد.
وتتحمل وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في تحقيق المساواة. ولهذا السبب، يجب الأخذ بعين الاعتبار قضايا المساواة عندما يتم اختيار المواضيع الصحافية والأشخاص الذين ستتم مقابلتهم، وتوزيع العمل في هيئات التحرير. ويستهلك الناس الصحافة بغض النظر عن النوع الاجتماعي، ودينهم، وهويتهم العرقية. كما ينبغي أن يكون لجميع الفئات أيضاً حق إنتاج محتوى صحافي لوسائل الإعلام، بغض النظر عن الموضوع.
اقرأ المزيد حول:
القراءة النقدية للصحافة
كيفية تجنب اللغة التمييزية عند الكتابة عن المرأة
يتطلب تحييد لغة الخطابة حتى تصبح أكثر توازناً وأقل تمييزاً ضد المرأة ما يلي:
– تجنب الأوصاف الجمالية والمتعاطفة مع المرأة. وبدلاً من ذلك، يجب الحديث عن المرأة كمواطن مستقل، لا من حيث علاقتها بالعائلة أو بالنظر إلى الحالة الزوجية. وينبغي أن يكون التركيز على دورها ومسؤولياتها فيما يتعلق بموضوع الخبر.
– هناك سؤال شائع جدّاً، وكثيراً ما يتكرر في المقابلات مع النساء أو في المقالات حول المرأة، والسؤال هو كيف تتمكن المرأة من الجمع وتحقيق التوازن بين مهامها المنزلية وعملها في وظيفةٍ عامة؟ وبهذه الطريقة، يحاول الصحافيون تذكير المرأة دائماً بأنها بحاجة إلى الوفاء بتوقعات المجتمع منها كزوجة وأم وربة أسرة. بينما تختلف المعايير عند مقابلة الرجال ولا يسألون عن الأبوة أو مسؤولياتهم الأسرية.
– تجنب ربط مواقع السلطة/ القوة بالخصائص الذكورية، إذ إن الإشارة المستمرة إلى السمات الذكورية في هذا السياق سوف تحد من فرص وصول المرأة إلى هذا المستوى من الوظائف. وهذا يعني أن على المرأة أن تتبنى السلوكيات المرتبطة بالصفات الذكورية حتى تصبح صانعة قرار، وكأن هذا هو السبيل الوحيد للمشاركة في أو ممارسة السلطة.
– تميل تقارير وسائل الإعلام عن المرأة في السياسة إلى التركيز على تفاصيل مثل اللباس، والنظام الغذائي، والجوانب الأخرى ذات الصلة بمظهرها، وهو بالنهاية أسلوب تحقيري من شأنه أن يقلل من قيمة عمل المرأة في الوظائف العامة ويضر بمصداقيتها عموماً.
– ولعل معظم الخطاب الإعلامي السائد، والصور النمطية والممارسات التقليدية عارضة وليست مقصودة تماماً. ومع ذلك، فإن جذورها تضرب بعمق في التراث الثقافي والشعبي للعادات والتقاليد. وفي بعض الأحيان، تكون ناتجة عن التسرع وحسن النية مثل القول: رجل أعمال، ورجل الإطفاء، ورجل القانون، ورجال الشرطة، ورجل الأمن، حتى لو كنا نتحدث عن امرأة. لكن لا ينبغي الاستمرار على هذا النحو.
– تجنب استخدام الأوصاف التي تتفق مع الصور النمطية التقليدية للمرأة، مثل القول: إنها أم لستة أطفال، ما لم يكن ذلك في سياق الموضوع، أو إنها زوجة لفلان، أو أي أوصاف تقلل من شأنها أو تستخف بها، حتى وإن كان ذلك بشكل غير مباشر مثل القول إنه ممرض وهي طبيبة. وهذا يدل على نوع من الاستغراب لهذا الدور، كما لو كنت تلمح إلى أنه من الغريب لرجل أن يكون ممرضاً وأن تكون المرأة طبيبة.