الفرق الرئيسي بين التسويق على وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل التقليدية هو السرعة، بالإضافة إلى أن الوسائل الرقمية توفر إمكانية التقييم والتعليقات التي تنتشر بسرعة مذهلة.
وسائل التواصل الاجتماعي هي بطبيعتها اجتماعية وتفاعلية، فلا يمكن مراقبتها بالطريقة التي تراقب فيها وسائل الإعلام المطبوع. كما أن الأماكن التي يمكن وضع تعليقات فيها، تسمح بإعطاء تغذية راجعة سلبية، كما يمكن تبادل محتوى ما بقصد السخرية من شخص ما.
وقد يكون القيام بالإشراف moderating أسلوباً لضبط التعليق على الشبكات الإلكترونية الخاصة بالشخص، ولكنه لا يستطيع بالطبع منع آخرين من المشاركة بمحتوى خاص بهم والتعليق عليه في مكان آخر.
وهذا ليس بأية حال حجة ضد العمل على وسائل التواصل الاجتماعي، إنما هو العكس تماماً، إذ إن الشركات تستطيع ضبط جزء على الأقل من تغطيتها على فيسبوك من خلال إنتاج المحتوى بنفسها. وتبرز المدونات الشهيرة أكثر على نتائج البحث من الانتقادات الفردية. المتصيد/ البلطجي troll هو المتنمر الإلكتروني، ويهدف إلى تضليل النقاشات التي تجري في المنتديات. وبما أن هناك دائماً عمليات بلطجة موجودة على الإنترنت، فيجب ألا يصاب المرء بالخوف من وجود كمية صغيرة من التغذية الراجعة السلبية. إن وجود تعليمات واضحة للتعليق، وتبريرات واضحة الصياغة لإزالة أو ترك بعض التعليقات غير منشورة من شأنه منع التكهنات حول الرقابة.
اقرأ المزيد حول:
الحراك وإطلاق الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي
مثال على حملة دعاية ناجحة
تمتلك حملات النشاط المدني إمكانية إجراء تغييرات اجتماعية واسعة يشارك فيها عدد كبير من الأشخاص، فبالإضافة إلى الدعم، تدعو الحملة العالمية الناجحة إلى تغطية إعلامية اجتماعية وتقليدية واسعة، وحلفاء سياسيين أو مشاهير أو مؤثرين. وتعد المسيرات والاحتجاجات العامة مفيدة من حيث زيادة وضوح الرسالة وحث وسائل الإعلام على تغطيتها والمشاركة فيها.
من أفضل الأمثلة على الحملات الناجحة، حملة الدعوة إلى إضراب مدرسين من أجل المناخ، التي بدأت بحراك واسع النطاق عام 2018 من قبل الناشطة السويدية جريتا ثونبرج التي كانت تبلغ من العمر 15 عاماً، وبدأت في إضراب من أجل التغيير المناخي أمام مبنى البرلمان السويدي يوم جمعة، حين رفضت الذهاب إلى المدرسة قبل أن يبدأ صانعو السياسة في العالم بمبادرة جادة لمحاربة التغير المناخي. خرج ملايين المتظاهرين إلى الشوارع وـلقت جريتا خطابات في المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤتمر الولايات المتحدة وقمة المناخ للأمم المتحدة.
انعكاس:
في حين كانت حملة الإضراب المدرسي من أجل المناخ إحدى أكبر الحملات في تاريخنا واكتسبت اهتمامًا عالميًا كبيرًا، يبقى السؤال: ماذا بعد؟
يقدر تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ لعام 2019 أن ارتفاع درجة الحرارة في العالم يجب أن يظل أقل من 1,5 درجة لمنع وقوع كارثة مناخية، في حين أن الالتزامات المناخية الحالية سوف تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 3 درجات. لقد كان الإضراب المدرسي من أجل المناخ حركة دعوة ناجحة، لكن ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به.