السرد الصوتي بوصفه جزءاً من التعبير بالفيديو

للأصوات تأثير بالغ الأهمية في تأويل واستيعاب القصة السمعية البصرية، إلا أنه غير ملحوظ بشكل واضح. ويشتمل السرد الصوتي على الكلام والمؤثرات الصوتية والموسيقى أو الصمت. وتصبح كلها مجتمعة ذات مغزى بالنظر إلى الكل وليس الصمت أقل وسائل التعبير فعالية.

ويمكن أن تعمل عناصر السرد الصوتي في آنٍ بشكل متبادل أو متزامنة بعضها مع بعض، أو مع المشاهد المصورة، ولها وقعها في تفسير هذه المشاهد، لكنها أيضاً تؤثر في تفسير العناصر الصوتية الأخرى، حيث إن سماع موسيقى حزينة في خلفية الحديث تجعل مفهوم الكلام مختلفاً تماماً عما لو كانت هذه الموسيقى مرحة أو رنانة مثلاً.

إن السمع والاستماع شيئان مختلفان تماماً. والحقيقة أن الناس محاطون بالأصوات في حياتهم اليومية، ما يؤدي إلى أن يغفل المشاهد الانتباه عن السرد الصوتي، وهكذا يظل المعنى المنشود منها بدون تحليل أو تفسير.

ولعل أكثر الناس لم يعتادوا الاستماع بإصغاء، وهذه عبارة عن مهارة من الممكن تعلمها. إن الانتباه لما تسمع هو الخطوة الأولى في تعلم الإنصات والفهم وخلق السرد الصوتي.

مفردات السرد الصوتي

التعليق الصوتي أو الدبلجة voice over هو تقنية إنتاج يطغى فيها السرد الصوتي على المرئي. وتستخدم كذلك لتركيب الترجمة الصوتية.

الصوت الفعلي Diegetic sound هو المفهوم الذي يشير إلى كافة أنواع السرد الصوتي ذات الصلة بالفضاء السردي الفعلي للفيلم. حيث يعتبر الصوت الذي يمكن للمشاهد رؤية مصدره صوتاً فعليّاً واقعيّاً. أما الأصوات التي تضاف فيما بعد الإنتاج بهدف خلق أجواء مؤثرة، مثل الموسيقى الخلفية التي لا “يسمعها” الممثل أصلاً، فتعتبر أصواتاً إضافية غير فعلية Non-diegetic sound.

الإظهار Fade in يعني رفع وتيرة الصوت من الصمت إلى أن يصبح مسموعاً.

الإخفاء أو التلاشي  Fade out هو إسكات السرد الصوتي. وعادة ما يستخدم على سبيل المثال للدلالة على الانتقال من موقعٍ إلى آخر.

الإظهار والإخفاء المتداخل cross fade هو الجمع بين إظهار وإخفاء الصوت مثلاً بين لقطة وأخرى أو من مصدرٍ صوتي إلى آخر.