على الرغم من أنه من المستحيل عمليّاً التأكد من أن الجميع يلعبون حسب القواعد والأصول المشتركة، فمن المفيد أن نتذكر المسائل التي تستند إلى التشريعات والأخلاقيات وينبغي أن تؤخذ في الاعتبار.
إن القاعدة الأساسية فيما يتعلق بالاتصال على الإنترنت هي تطبيق نفس القواعد كما في البيئات الأخرى، والقوانين نفسها أيضاً. وعلى سبيل المثال، فإن سرقة عمل أو ممتلكات شخص ما أو انتحال هويته وإيقاع الأذى به، غير قانونية على الإنترنت كما هي في المجالات الأخرى. ويمكن أن يتعرض المرء للمساءلة حول انتهاك حقوق التأليف والنشر على الإنترنت، مثلما هو الحال خارج مجال الإنترنت. والعديد من الخدمات عبر الإنترنت عالمية، مثل يوتيوب. لذا، فإن انتهاك حقوق التأليف والنشر يؤدي إلى حذف المادة على أقل تقدير، ولكن في أسوأ الحالات، يمكن أن يؤدي إلى توجيه تهم جنائية.
نصائح لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي:
- لا تقل للناس عبر الفيسبوك ومواقع التواصل ما لا تستطيع قوله لهم وجاهياً بحضور الآخرين.
- لا تكتب على مواقع التواصل الاجتماعي ما قد يحرجك لو قرأه ابنك أو ابنتك أو والدك أو مثلك الأعلى.
- تذكر دائما، أن تتعامل مع القضية المطروحة، وليس مع شخصية من طرحها. شخصنة الأمور لا تعود بالفائدة على أي كان.
- فكر جدياً في كيفية استقبال الناس لردك أو تعقيبك، وكم منهم سيبدي الإعجاب به، ويتبناه، أو يتناقله. وكن على يقين بأن الرد الجيد والمناسب سيلقى إعجاباً أكثر من المنشور المليء بالأخطاء.
- للصداقة، حتى لو كانت فقط عبر الفيسبوك، أحكام وآداب، ومنها: ألا تدخل إلى منشورات الأصدقاء بنية حرفها عن مسارها، وإدخالها في متاهات، أو التغطية على ما فيها بإثارة قضية جديدة. يمكنك فعل ذلك في منشور منفصل.
- من آداب الفيسبوك بين الأصدقاء أيضاً ألا تورط صديقك، وألا تحمله فوق ما يطيق، فتضع تعقيبات قد تؤدي إلى إحراجه، ووقوفه حائراً بين شطب تعقيبك والتعرض للاتهام بمعاداة حرية الرأي والتعبير، أو التعرض للإحراج والمساءلة.
- الكتابة المختصرة عبر الفيسبوك ضرورية، ولكنها تأتي جامدة وصماء وجافة وخالية من المشاعر والأحاسيس، ولا يستطيع قارئها أحياناً معرفة إن كنت تكتب بغضب أو بسخرية فيسيء فهمك، توقع ذلك وتفهمه واحتط له.
- لا تنس أن الاحترام الشخصي للآخرين عند مخاطبتهم، يجبرهم أيضاً على احترامك، ويلقى صدى طيباً عند المتابعين.
من ناحية، فإن نفس القوانين المتعلقة مثلاً بالتشهير والتحريض على الكراهية العرقية أو العنصرية تنطبق على الإنترنت. ومن ناحية أخرى، فإن حرية التعبير، كما تنص عليها، على سبيل المثال، القوانين والمعاهدات الدولية، وُضعت أساساً لحماية حق الأفراد في التعبير عن النفس وعن الآراء.
بالإضافة إلى التشريعات، تشتمل آداب السلوك على الإنترنت على العديد من الأسئلة الأخلاقية. أولاً وقبل كل شيء، بما أن ما يتم تحميله من المواد على شبكة الإنترنت، من المحتمل أن يبقى هناك إلى الأبد، يجب توخي الحذر عند نشر المعلومات أو الصور التي تخص الآخرين. حتى الأصدقاء وأفراد الأسرة، فإن القوانين المتعلقة بالخصوصية والتشهير تشملهم أيضاً. ومن الصعوبة بمكان، وضع حدود على الحقوق المتعلقة بنشر الأهل لصور أطفالهم. وفي أي عمر يمكن نقل القرار المتعلق بنشر الصور على الإنترنت من الآباء إلى الأطفال أنفسهم؟
وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت قضية الترهيب عبر الإنترنت موضوع بحث. ويمكن أن تشتمل البلطجة عبر الإنترنت Cyberbullying على سبيل المثال على ما يلي:
- الرسائل الساخرة أو المتوعدة بطبيعتها، التي يمكن نشرها أيضا على “جدار” الشخص المقصود ترهيبه.
- نشر شائعات أو معلومات شخصية.
- التلاعب وتوزيع الصور.
- استخدام اسم شخص ما دون تصريح.
- حظر الدخول لشخص ما إلى مجموعة أو حلقة مناقشة.
- إنشاء فرق مع وجود نية الاستخفاف والتحقير.
- خداع الناس للحصول على كلمات المرور الخاصة بهم.
- الافتراء والقدح على مدونة ما أو غيرها من المنشورات.
التصيّد هو أيضاً من أشكال الترهيب عبر الإنترنت. والمتصيد Troll هو في لغة الإنترنت الدارجة البلطجي أو المتنمر الذي يقوم عن قصد بتضليل النقاشات على الإنترنت، مثلاً على المنتديات أو في جداول التعليقات comment threads. والقصد الرئيسي للمتصيد هو الإزعاج والتسبب بخلق نزاعات وإثارة الناس على الإنترنت. وقد يحدث هذا في شكل الافتراء أو ترك تعليقات غير لائقة، أو عن طريق كتابة رسائل لا ضرورة لها حتى يستحيل في النهاية الاستمرار بمناقشة عقلانية.
وبما أن المتصيدين يسعون للحصول على الردود الانفعالية والاستفزازية، فإن الإهمال التام هو أفضل طريقة للتعامل معهم، حيث إنه لا جدوى من النقاش معهم.
ويتضمن جزء من الآداب السلوكية على الإنترنت الاعتراف أيضاً بأن النقر هو من يمتلك السلطة هنا، إذ تحسب جميع مواقع التواصل تقريباً عدد الزوار عن طريق عدد النقرات. حتى أن قرارات متعلقة بنشر المحتوى تعتمد على عدد النقرات أحياناً.
وقد تم تحقيق العديد من الأشياء الإيجابية من خلال الإعجاب liking والمشاركة sharing. ولكن من المفيد أن نتذكر أننا بنقرة منا على لوحة المفاتيح قد نعزز أيضاً ظاهرة سلبية. إن النقرة مجهولة الهوية في الأساس: أي أنه ليس معروفاً ما إذا كنت تحب هذا المحتوى أم لا. إنها تشير فقط إلى أن عدداً معيناً من الناس أبدوا اهتماماً كافياً للقيام بنقرة. ولهذا السبب، فإن الطريقة الوحيدة لمنع انتشار وتبادل محتوى غير لائق أو نشر الترهيب المزعج على الإنترنت هي مقاومة الرغبة والفضول للنقر عليها، وتركها على ما هي.
وعلى سبيل المثال، فقد أثارت أفلام الفيديو تنظيم الدولة الإسلامية المتطرفة المسلحة “داعش” هذا النوع من المناقشة. ففي أشرطة الفيديو هذه، تقتل الجماعة رهائنها، ومن بينهم بعض الصحافيين المعروفين. والغرض الوحيد من نشر وتعميم هذه الأشرطة الوحشية هو الترهيب وإثارة الرعب وإيقاع الصدمة. وهذه هي طريقتهم لخلق النزاعات. وكلما زاد عدد النقرات على أشرطة الفيديو هذه، كانت حملتهم أكثر فعالية. وفي كل يوم تتخذ بعناية قرارات في مكاتب التحرير متعلقة بما إذا كان سيتم نشر هذه الصور، وهناك مجموعة كبيرة من الناس تشارك في عملية صنع القرار.