الحراك وإطلاق الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي

للحراك على الإنترنت تاريخ طويل، فقبل عصر وسائل التواصل الاجتماعي، كان حراك المواطنين وإطلاقهم حملات يتم عبر البريد الإلكتروني عبر مختلف المنتديات على الإنترنت.

في عام 2020 أصبح الحراك وإطلاق الحملات أسهل مما كان عليه في التسعينيات من القرن الماضي، وأصبح جزءاً من حياتنا اليومية. أصبح ممكناً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الوصول إلى مجموعات كبيرة من الناس في الوقت الفعلي الذي يجري خلاله الحدث بشكل حي ومباشر تقريباً. ولكن النشاط الذي يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي له جانبه الآخر، فالحمل الزائد للمعلومات التي يصادفها الأشخاص كبير جداً ومتعدد الاستخدامات بحيث تضيع الحملات الفردية خلاله.

 الحراك الرقمي ولد مفاهيم سلبية إلى حدٍ ما، مثل الحراك الضعيف slacktivism، والحراك بالنقر clicktivism، وحراك القرصنة hacktivism. وعلى الرغم من أن هذه المصطلحات عبارة عن كلمات سلبية، إلا أن الظواهر التي تقف وراءها توشك على الوصول إلى كل الإمكانيات الممكنة.

يتم استخدام الوسائط الرقمية أكثر وأكثر في دعم التغيير داخل المجتمع، فعلى سبيل المثال، لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في تنظيم أحداث الربيع العربي عام 2011. وكمثال آخر، نتج عن حملة أنا أيضاً #METOO التي انطلقت عام 2017 حتى يومنا هذا الكثير من المحادثات والإجراءات القانونية ضد التمييز القائم على النوع الاجتماعي والعنف على مستوى العالم، فاستفادت الحملة من انضمام المؤثرين إليها ببناء زخم كبير ساعدها على الانتشار وخلق أثر.

من هذا الباب نشرت منظمة العفو الدولية كتيباً خاصاً حول “نشاط وسائل التواصل الاجتماعي” يقدم نصيحة حول كيفية تنفيذ الحملات، بحيث يمكنها الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس بشكل فعال، ما يمكن أي شخص من بدء حملة لدعم حقوق الإنسان وزيادة الوعي بانتهاكات حقوق الإنسان أو خطاب الكراهية أو مكافحة القرصة. وهناك أيضاً مواقع الإنترنت التي تقدم أدوات لإنشاء قضايا عامة يمكن لأي شخص طرحها.

اقرأ المزيد حول:

طبيعة المحادثات عبر الإنترنت

قاموس مصطلحات النشاطية الأساسية

  • مصطلح النشاط النقري “Clicktivism” وكما يعرّفه قاموس أكسفورد “هو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل عبر الإنترنت لممارسة دعم قضية ما”. فوسائل التواصل الاجتماعي تعد طريقة سهلة وسريعة لدعم قضية أو قيمة أو حملة ما.
  • مصطلح السلاكتيفيزم “” Slacktivism وهو يجمع بين كلمتي “التكاسل” و “النشاط” والذي يعني النشاط المتكاسل وهو مصطلح انتقاصي ل “الشعور الجيد”. و”النشاط المتكاسل” له آثار عملية بسيطة اذ أن هدفه فقط أن يشعر الشخص بالرضا عن نفسه ودوره كمواطن نشط. مثال على “النشاط المتكاسل” قد يتضمن نقر إعجاب على صورة لحملة ما على الفيسبوك أو نقر “مشاركة” على فعالية لحملة ما على الرغم من عدم وجود نيّة للحضور جسدياً لهذه الفعالية.
  • مصطلح هاكتفيزم “Hacktivism” وهو يجمع بين كلمتي النشاطية والقرصنة، وهذا يعني أن يقوم شخص ما بقرصنة جهاز حاسوب أو شبكة للحصول على بيانات أو معلومات سرية.
  • مصطلح نشطاء البيانات “Data activism” ومعناه أن نشطاء البيانات يقومون باستخدام وجمع ودمج البيانات مفتوحة المصدر للفت الانتباه لقضايا مهملة من قبل أصحاب السلطة والنفوذ. نشاطية البيانات لها القدرة على توضيح الهياكل القائمة على عدم المساواة والتخفيف من حدتها، ولكنها في بعض الأحيان تسبب إشكالية بسبب قلة الخبرة المصحوبة لها. ففي بعض الأحيان قد ينتهي الأمر بانحراف وخلل في البيانات المفتوحة التي تم جمعها وتحليلها من قبل أشخاص غير مهنيين.
  • نشطاء العلامات التجارية “Brandivism” خلال حقبة الترويج الرقمي، أصبحت الشركات مهتمة كثيراً بالنشاطية. فبعض الشركات حريصة على التقدم في واقع التغيير الاجتماعي ولكن البعض بالكاد بدأ بملاحظة قيمة العلامة التجارية التي يقدمها الوعي الاجتماعي. وهذا يعني أن الأعمال التجارية في العديد من المجالات يروجون بنشاط لتعزيز فكرة الصداقة البيئية والاستدامة والمساواة. إن ردود أفعال المستهلكين لنشاط العلامات التجارية ينقسم لجزئين: فجزء يعتقد بأن الشركات قد أصبحت ذو وعي أكبر وتقوم بدورها، بينما يستهزئ الآخرون بهذه التصرفات لكونها تهدف لتحقيق الربح أي “ظاهرة الغسل الأخضر” أو “الغسيل الورديّ”.
  • ظاهرة الغسل الأخضر، قد تعرضت الأعمال الخاصة بظاهرة الغسل الأخضر للانتقاد لقيامها “بالغسل الأخضر” لعملياتها غير الصديقة للبيئة وذلك عن طريق تسويقها أنها صديقة للبيئة ومستدامة. فعلى سبيل المثال واجهت شركة الملابس الضخمة اتش اند إم رد فعل عنيف بعد إطلاق “مجموعة الملابس الصديقة للبيئة” اذ اعتبر النقّاد أن الحملة تخدع المستهلكين، فالفكرة التجارية الأساسية للملابس هي موضة سريعة غير صديقة للبيئة.
  • الغسيل الوردي، إن مفهوم الغسيل الوردي مشابه لظاهرة الغسيل الأخضر ولكن القضية المروج لها هنا هي المثلية الجنسية بدلاً من فكرة الاستدامة. على أمل الظهور كتقدميين ومتحررين، فهناك عدد متزايد من الشركات يشاركون في فعاليات وأمور مشابهة، مثل فخر المثليين (مصطلح لدعم المثليين) والترويج للمنتجات التي تدعم هذه الفكرة. إن الغسيل الوردي لا يتم فقط من قبل العلامات التجارية فمن أفضل الأمثلة على من يقوم بالغسيل الوردي هي “إسرائيل”. فوفقاً للتحليلات السياسية فإن الجهود المبذولة لجعل الدولة تظهر بمظهر تقدميّ وجذّاب هي لصرف نظر الدول الغربية والسائحين عن الصراع الإسرائيلي والفلسطيني. عندما نقوم بتسليم رسائلنا في الخدمة البريدية نثق بأن الموظف سيوصل رسائلنا غير مفتوحة للمستقبل. فيمكن لشخص أن يفترض أن رسائلنا في البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي ستكون بذات الطريقة خاصة بين المرسل والمستقبل.

نحن على علم بأن هذا ليس صحيحاً، خاصة بعد الإفصاحات التي قام بها إدوارد سنودن لعام 2010. في عام 2013 قام سنودن والذي يعمل لمتعاقد لوكالة الأمن القومي الأمريكية بتسريب وثائق للصحافة والتي تكشف عن أعمال التجسس واسعة النطاق التي كانت تمارسها وكالة الاستخبارات الأمريكية. وتحت اسم الأمن القومي، تم جمع معلومات عن مجموعة كبيرة من الأشخاص سواء كانوا متواجدين في الولايات المتحدة أو في مكان اخر في العالم. وكان معظم هؤلاء الأشخاص غير مشتبه بهم لأي نوع من الجرائم. وقد أظهرت الوثائق التي قام سنودن بتسريبها أن وكالة الأمن القومي استخدمت نظام مراقبة بمساعدة “شركائها” وشركات الاتصالات والإنترنت الكبيرة القائمة في الولايات المتحدة، إن بعض هذه الشراكات قد تمت منذ عقود. وتم إنشاء الشراكات الأخرى حديثاً بعد أحداث 11/9 وخلال الحرب ضد الإرهاب. يُعد برنامج بريسم والذي يستخدم للتجسس أكبر برنامج تجسس وُجد في الولايات المتحدة. وبعض الخدمات الحالية المشتركة والتي قدمت معلومات هي جوجل وفيسبوك وسكايب والهوتميل وياهو واليوتيوب وغيرهم. إن خدمة التخزين السحابي دروب بوكس كانت بفترة انضمامها لبرنامج بريسم في الوقت الذي تم تسريبه. ولكن كانت مجموعة الشركات تفتقد لتوتير على الأقل حتى الوقت الراهن. أثار هذا التسريب نقاش واسع عن الحقوق الرقمية للمواطنين وحماية الخصوصية على شبكة الإنترنت. للتفكّر: ما هي طرق تحسين حماية الخصوصية على مستوى العالم الدولي؟