تولد القنوات والخدمات المجانية لوسائل التواصل الاجتماعي دخلاً من خلال بيع مساحات إعلانية للمعلنين. وهذا يعني أن المُعلن وليس المُستخدم هو زبون خدمات وسائل التواصل الاجتماعي.
عندما ينشئ شخص ما ملفه الشخصي على فيسبوك، فإنه يعطي في ذات الوقت الشركة الحق بمشاهدة ومعالجة معلومات شخصية ومعلومات حول سلوك المستخدم وتحركاته وما يحب. وهذه مسألة تبادلية، حيث يوفر المستخدمون معلومات عن أنفسهم مقابل استخدام خدمة مجانية. إن فيسبوك مجاني لأنه يبيع للمعلنين، بشكلٍ غير مباشر، كميات كبيرة من البيانات التي يجمعونها من معلومات صرح بها المستخدمون أنفسهم، التي تشكل أدوات فعالة لاستهدافهم بالإعلانات.
وعلى سبيل المثال، فإن محرك البحث جوجل يُظهر إعلانات شخصية personalized تهم المستخدم بذاته، ويتم هذا على أساس تاريخ البحث السابق للمستخدم.
ويعتبر فيسبوك رائداً في مجال الإعلان في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحصل الخدمات الأخرى لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل إنستغرام، على الأفكار عندما تقوم بصياغة إعلاناتها.
ومن وقت إلى آخر، تصبح طرق جمع المعلومات للشركات الكبيرة موضوع النقاش. يُسلِم المستخدمون معلوماتهم حتى تستخدمها شركات وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا التسليم جزء من الشروط والمرجعيات، ولا يمكن التخلي عنها فيما بعد، سواء بالقيام بالحملات أو المقاطعة.
ولكن، من حين إلى آخر، تصبح مسألة تسليم معلوماتنا لخدمات التواصل الاجتماعي موضع مناقشة. على الرغم من أن المستخدمين يسلمون معلوماتهم بأنفسهم عندما يوقعون خدمة وسائل التواصل الاجتماعي، غير أنه من الممكن مثلاً الحد من حق الشركات في تقديم معلومات شخصية للأطراف الفاعلة الأخرى، وذلك من خلال التشريعات.
اقرأ المزيد حول:
منصات التواصل الاجتماعي تتحدى الإعلام التقليدي
حماية خصوصية وسائل التواصل الاجتماعي
يمر جزء كبير من اتصالاتنا ومراسلاتنا من خلال “خدمات البريد الإلكتروني”.
عندما نسلم رسائلنا في البريد العادي، تكون لدينا ثقة بأن موظف البريد يوصل رسائلنا غير مفتوحة للمُستلم. وقد يفترض المرء أن رسائلنا الإلكترونية ومراسلاتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي سوف تُعامل بالمثل خاصة بين المرسل والمستلم.
ونتيجة للتسريبات التي قام بها إدوارد سنودن Edward Snowden العميل الأهم في العالم عام 2013، نعرف أن الحال ليس كذلك.
في عام 2013، قام سنودن، الذي كان متعاقداً مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، بتسريب وثائق للصحافة كشفت عن انتشار التجسس الذي كانت تمارسه مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية باسم الأمن القومي؛ حيث تم جمع معلومات حول مجموعات واسعة من الناس في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى من العالم. وغالبية هؤلاء الناس لم يكونوا مشبوهين بارتكاب أي نوع من أنواع الجرائم.
وبينت الوثائق التي سربها سنودن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية استخدمت برنامج مراقبة بمساعدة “شركائها”، شركات الإنترنت والاتصالات اللاسلكية الكبيرة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها. بعض هذه الشركات جرى تأسيسها منذ عقود، بينما البعض الآخر حديث التأسيس وخصوصا بعد أحداث 9/11 أي خلال الحرب ضد الإرهاب.
يعتبر برنامج بريزم PRISM، الذي يستخدم للتجسس، أوسع نظام تجسس جرى إكتشافه في الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن. ومن الخدمات الشائعة الحالية، جرى توفير بعض المعلومات من خلال غوغل وفيسبوك وسكايب وهوتميل وياهو ويوتيوب، وغيرها. خلال الوقت الذي جرى فيه التسريب، كانت خدمة التخزين السحابي دروب بوكس Dropbox منضمة إلى برنامج بريزم. بينما لم تكن تويتر ضمن المجموعة، على الأقل في الوقت الراهن.
أثار هذا التسريب نقاشاً واسعاً حول حقوق المواطنين الرقمية وحماية الخصوصية على الإنترنت.
ولكن ما هي طرق تحسين حماية الخصوصية الموجودة في العالم؟