مبادئ أخلاقيات الصحافة

وفقاً للتقسيم الأساسي، هناك نوعان من الأخلاقيات: الأخلاق القائمة على أساس الواجب duty-based ethics، والأخلاقيات التبريرية [القائمة على العبرة في النتائج] consequentialist ethics. وفي حالة الصحافة الأخلاقية المستندة إلى الواجب، فإنها تركز على أهمية الحقيقة، بينما تركز الأخلاقيات التبريرية على المصلحة المجتمعية. فإذا كان الصحافي يعتقد أن المسألة الأكثر أهمية هي أن القصة حقيقية وأن الحقائق التي ينقلها صادقة، فإنه سيتبع الأخلاقيات القائمة على أساس الواجب. ومن ناحية أخرى، قد يفكر الصحافي بأن الآثار التي تحدثها قضية معينة هي الجانب الأكثر أهمية. مثلاً، هل تسيء المادة لشخص ما؟ ما هي الآثار التي قد يحدثها نشر المقالة؟ وهل يمكن أن ينتج عن نشر موضوع معين ضرر أكثر من نفعه حتى لو كانت الوقائع الواردة فيه صحيحة؟

إن المدونات الأخلاقية للصحافة هي إلى حد كبير نفس المبادئ الأخلاقية في المجالات العلمية. وكما هو الحال في المجالات العلمية، ففي مجال الصحافة أيضًا، من المهم أن تكون موضوعيّاً ناقداً ومستقلاًّ وتقدميّاً. والسمات الموضوعية والنقدية تصف العلاقة مع المعرفة. أما الاستقلالية، فهي التي تصف العلاقة بالممولين ومالكي وسائل الإعلام والدولة. وتشير التقدمية إلى المبدأ القائل إن العلوم كما الصحافة، ينبغي أن تخلق معلومات جديدة.

وإذا تم تتبع أسس ونشأة مدونات أخلاقيات مهنة الصحافة، نجد العديد من الاتفاقات والإعلانات الدولية ذات الصلة، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة، ولوائح القانون الدولي، وإعلان اليونسكو بشأن المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في نشر السلام والتفاهم الدولي (1978)، وإعلان باريس (1983)، التي نالت دعم العديد من الجمعيات والاتحادات الصحافية، وحددت المبادئ التوجيهية الأخلاقية بشكل أكثر دقة في المسائل المتعلقة بوسائل الإعلام والصحافة. وجميعها تستند إلى المبادئ الأساسية للقانون الدولي والديمقراطية والاستقلالية.

ومن الأسهل التعامل مع الأخلاقيات من خلال الواجبات والحريات. والحرية الأكثر أهمية بالنسبة للصحافيين هي بطبيعة الحال حرية التعبير كما تحددها التشريعات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الصحافي مسؤول أمام الأطراف التالية أيضاً:

– المجتمع والجمهور عامةً

– العملاء والمؤيدين والمشتركين

– رب العمل والمؤسسة

– الزملاء وعموم المجتمع المهني

– النفس والضمير

وتشير مجموعات من ثلاثين منظومة أخلاقيات لمهنة الصحافة قامت بتجميعها الباحثة الفنلندية تينا لايتيلا في عام 1991، إلى أن الصحافيين يعتقدون أنهم مسؤولون في المقام الأول أمام جمهورهم ومصادر معلوماتهم وكل من تدور حوله هذه المعلومات. أما رب العمل والدولة، فهم نادراً ما يتم التطرق إليهم في هذه القواعد الأخلاقية.

اقرأ المزيد حول:

أنظمة التنظيم الذاتي في الصحافة