تعتبر الصور بمجملها جزءاً من الثقافة البصرية. وبالمثل، وعلى امتداد تاريخ التصوير الفوتوغرافي، احتدم النقاش حول ما إذا كان التصوير يستحق مكانةً في الحقل الفني أم أنه مجرد تخزين آلي للواقع. وما زال الجدل قائماً حتى يومنا هذا، ليس فقط حول ما إذا كان يمكن اعتبار الصورة فنّاً، بل أيضاً حول أي نوع من الصور هو الذي يستحق اعتباره فنّاً.
يعتمد التمييز بين أنواع التصوير المعاصر على تخصص المهنيين والتنظيم وممارسات نشر الصور. ويتم فرز الصور إلى الفئات التالية عموماً: التصوير الصحافي، والتصوير الفوتوغرافي الإعلاني، والتصوير الخاص بالفنون الجميلة. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن الحديث عن التصوير العلمي والوثائقي أيضاً.
ومن بين هذه الفئات، فمن الشائع اعتبار التصوير الخاص بالفنون الجميلة جزءاً من حقل الفنون البصرية الأوسع نطاقاً.
ونادراً ما يعتبر التصوير الإخباري للأحداث عملاً فنياً، ولكنه ليس بالعمل الممل والرتيب أيضاً. إن السمة الجمالية هي أيضاً جزء من التأثير الذي تحدثه الصورة. وهناك العديد من المصورين الصحافيين المعروفين يمتلكون أسلوب تصوير يمكن تمييزه، وقد تم عرض أعمال لمصورين كانوا أصلاً مصوري صحف في معارض فنية.
يمكن تمييز الفارق بين المصور الصحافي Photojournalist، والمصور الفنيّ، بأنه عادة ما يكون لدى المصور الصحافي فهم أفضل حول تكوين المنتجات الصحافية ومعانيها. وعلى عكس المصور الفني على سبيل المثال، فإن المصور الصحافي ملتزم بمدونة أخلاقيات الصحافة. وتشمل المهارات المهنية للمصور الصحافي أيضاً فهم عمليات العمل الصحافي على نطاق أوسع، حيث إن إنتاج مخرجات صحافية عالية الجودة يتطلب الكثير من التعاون والتنسيق بين المحررين والمراسل الصحافي والمصور. وعلاوة على ذلك، يستحسن أن يكون المصور الصحافي على علم بأساسيات تصميم وإخراج الصحيفة أو المجلة التي يعمل لديها، فالقوالب الجاهزة لتصميم وإخراج الشكل النهائي، التي تخفف من عبء العمل على الموظفين، كثيراً ما تحد من حرية التعبير لدى المصور، ومع تطور التقنية الرقمية والحوسبة، تعرض الوصف الوظيفي للصحافي المصور إلى تغيير شامل، حيث أصبح لزاماً على المصور الصحافي العصري أن يستخدم البرامج الخاصة بمعالجة الصور الرقمية وبرامج التعديل وغيرها من البرمجيات لإنتاج المحتوى. وقد أتاحت أجهزة التخزين العصرية، مثل كاميرات الهواتف المحمولة، بروز نوع جديد من الصحافة الشعبية. غير أن الهواتف المحمولة لم تحل محل الكاميرات ذات العدسة الأحادية العاكسة SLR أو الكاميرات الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة DSLR التي ما زالت أهم أدوات العمل للمصور المحترف، حيث يمكنه من التقاط الصور، حتى في الظروف القاسية.
من الممكن ألا تصل الصورة الصحافية الناجحة حد الكمال من الناحية التقنية، ولكن نظراً لقيمة المعلومات التي توفرها الصورة، فإن بإمكانها أن تحقق النجاح كذلك. إلا أنه في المقابل، يتعين على المصور أن يسعى دائماً إلى تحقيق مستوى تقني من شأنه ألا يعيق نقل المعلومات.