مهنة الصحافي هي مهنة عامة واجتماعية، حيث يقوم الصحافيون كمهنيين بمهمة دعم نظم اتخاذ القرارات في أداء وظائفها والحفاظ على مصداقيتها. أما دور الصحافي منفرداً وموقفه فيما يتعلق باستخدام السلطة الاجتماعية، فهو مسألة أكثر تعقيداً.
إن النزاهة والاستقلالية عن المصالح التجارية والسياسية، والمسؤولية، هي من أكثر القيم أهمية للصحافي. ولهذا السبب، ينبغي ألا يسعى الصحافي لنفوذ سياسي، حتى وإن كان يتناول المسائل الاجتماعية. ولئن كان بإمكان المراسل الصحافي إبداء آراء محددة، فإنه ينبغي عليه القيام بهذا بشكل منفصل عن العمل الإخباري حتى لا تتزعزع مصداقيته كناقل مستقل للمعلومات، وحتى لا يتجه الجمهور لاعتبار كل ما يقوله منحازاً.
ويتعين على الصحافيين التمسك بالممارسات الصحافية الجيدة، والقيم الصحافية المهمة ومنها دقة التوقيت، والحفاظ على المصداقية العالية، والحياد وعدم الانحياز، والاستقلالية، والصفة التمثيلية، والمسؤولية.
القيم التي تسترشد بها الصحافة
دقة التوقيت، الصدق، الحياد/ عدم الانحياز، الاستقلالية، الصفة التمثيلية، المسؤولية.
يصف كتاب “مبادئ العمل الصحافي” عن الصحافة الفنلندية الموقف الاجتماعي للمراسل الصحافي توصيفاً دقيقاً ومحكماً، ويجمل ركائز العمل الصحافي بما يلي:
أنت مراسل صحافي ولست نجماً. أنت خادم للجمهور ولست حاكماً، وأنت طالب معرفة ولست وصيّاً عليها، وأنت تعرف الناس ولكنك لست صديقاً للجميع. حتى وإن كنت هناك، فأنت غير مرئي، أنت خيال الظل. أنت موجود، ولكنك لست موضوعاً للخبر، والخبر لا يحدث لأجلك أنت، أنت لست بطل الرواية الإخبارية. أنت تعمل في مهنة عادية، وأنت مهني تبني الغالبية منا وجهة نظرها للعالم وفقاً لما تستقيه منك من معلومات. وبالرغم من أن للصحافة بالغ الأهمية في مسار المجتمعات الديمقراطية، إلا أن مهنة الصحافة لا تؤخذ على قدر كافٍ من الجدية والأهمية.
وهناك أسباب متعددة لذلك مثل الانحياز والضجيج الصادر عن الصحافيين في الصحافة الصفراء (صحافة القيل والقال/ الشائعات وصحافة ملاحقة المشاهير paparazzi). وقد كان لاتهامات التحيز والتملق لواضعي السياسات أثرها على المواقف التي يتخذها الجمهور من الصحافيين. وبالإضافة إلى هذا، فإن الناس عادةً ما ينتقدون بسهولة عمل الصحافي إذا اختلفت آراؤه عن منظورهم، أو إذا كانت التغطية الإعلامية لا تروق لهم لأسباب شخصية أو أيديولوجية.