الصحافة

يمكن تعريف الصحافة بأنها الاتصالات المستندة إلى حقائق، التي تجري في الوقت المناسب، وتقدم للجمهور محتوى تم تحريره بشكل موثوق ومستقل. وقد تتغير اهتمامات الصحافة، ولكن المبادئ الأساسية تبقى هي ذاتها.

يتم الإنتاج الصحافي للعديد من وسائل الإعلام، بما فيها الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون ومجلات الإنترنت، وأحياناً للأفلام الوثائقية. وهناك، على سبيل المثال، الصحافة السياسية والاقتصادية والثقافية والترفيهية والرياضية والترويحية.

أهم مهام الصحافة:

  • إيصال المعلومات
  • تقديم إيضاحات حول قضايا تهم الجمهور
  • ممارسة دور رقابي على صانعي القرارات بالنيابة عن المواطن
  • خدمة ومساعدة المجتمع المحلي
  • الترفيه
  • تحفيز الجمهور
  • خلق مشاعر التضامن في المجتمع

يعتبر نقل المعلومات من أهم وظائف الصحافة، ويمثل جزءاً مهمّاً من نظام صنع القرار الديمقراطي، وهذا من شأنه إدخال مبدأ الشفافية إلى المجتمع، ما يوفر ضمانات لصنع قرارات متلائمة مع إحساس العدالة لدى الشعب. ومن الضروري أن يتم إعلام المواطنين بالقرارات وهي قيد الإعداد، لضمان إتاحة الفرصة لعمليات الضغط والمناصرة المدنية.

وبعبارة أخرى، فإن مهمة الصحافيين الرقابة على عمل موظفي الحكومة بالنيابة عن المواطنين، حيث إن الصحافة ووسائل الإعلام عموماً تسمى كلب الحراسة/ الرقيب، أو السلطة الرابعة. أما السلطات الأخرى، فيشار إليها بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وفقا لنظام الفصل بين السلطات الثلاث الذي وضعه الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو.

ويشير تعبير كلب الحراسة/ الرقيب إلى أنه يفترض بالصحافيين أن يقوموا بحراسة ومراقبة صانعي السياسات. وفي السنوات الأخيرة، اقترحت تسمية وسائل التواصل الاجتماعي بالسلطة الخامسة، حيث يتم من خلالها الرقابة على الصحافيين والتدقيق في عملهم. ويتناول الفصل الخامس وسائل التواصل الاجتماعي بالمزيد من النقاش.

كما تلعب الصحافة أيضاً دوراً ثنائيّاً بين الجمهور وواضعي السياسات. فمن جهة، تنقل الصحافة إلى المواطنين معلومات حول ما يحدث في المجتمع، ومن الجهة الأخرى، تتيح لواضعي السياسات معرفة الآثار التي نتجت عن القرارات التي اتخذوها سابقاً، وعن أنواع القرارات التي تم اتخاذها في مواقع أخرى، كما تمكن الصحافة واضعي السياسات من معرفة ما يتوقعه الجمهور منهم.

وبالإضافة إلى نقل المعلومات، تقدم الصحافة الجيدة أيضاً تفسيراً للعالم، حيث تلقي الضوء على الأشياء والظواهر وتوصلها للجمهور بطريقة سهلة، كما توضح العلاقات السببية للأحداث، وتوفر خلفية من المعلومات للمسائل المطروحة والقرارات المتخذة. وتقوم الصحافة كذلك بتقريب الأحداث من الحياة اليومية للناس، وتحاول إظهار تأثير هذه الأحداث في حياة المواطن العادية.

وتشتمل وظائف الصحافة أيضاً على خلق مشاعر التضامن في المجتمع، ويمكن، على سبيل المثال، أداء هذه الوظيفة من خلال الأحداث الكبرى ذات الأهمية الإخبارية. وتهدف الصحافة من خلال تحقيق هذا التضامن إلى حفظ السلم في المجتمع.

وبما أن استهلاك الناس للمعلومات من وسائل الإعلام متباين في الوقت الحاضر، وبما أن الأفراد يجمعون المعلومات من مصادر مختلفة، فإن التجارب والخبرات العامة تتشكل بفعل الأخبار الكبيرة، حيث إن الاغتيالات والحروب والأعمال الإرهابية تبدو وكأنها نقاط تحول تاريخية، ويعود ذلك، إلى حد كبير، إلى التغطية الإخبارية لها بشكل واسع النطاق. وهكذا تصبح الأحداث التي تمت تغطيتها على هذا النحو جزءاً من التاريخ، ويشعر الجمهور المتابع بأنه يشهد حدثاً تاريخيّاً.

وتمتلك وسائل الإعلام السلطة القادرة على إخراج الأمور عن نصابها، بتحميلها أكثر من حجمها. كما يمكنها إخفاؤها أو التقليل من أهميتها. وهناك المزيد من النقاش حول سلطة ونفوذ ومسؤولية وسائل الإعلام في الفصلين الثامن والتاسع.

وتحاول الصحافة أيضاً أن تثير شهية الجمهور لتعلم أشياء جديدة، وتؤدي دوراً في التسلية وإثارة المشاعر واستحضار التجارب السابقة، وتقدم آفاقاً جديدة وقصصاً يمكن أن يجدها الناس ذات صلة بهم.

وهكذا، فإن مهنة الصحافي هي مهنة عامة واجتماعية، حيث يقوم الصحافيون كمهنيين بمهمة دعم نظم اتخاذ القرارات في أداء وظائفها والحفاظ على مصداقيتها. أما دور الصحافي منفرداً وموقفه فيما يتعلق باستخدام السلطة الاجتماعية، فهي مسألة أكثر تعقيداً.

إن النزاهة والاستقلالية عن المصالح التجارية والسياسية، والمسؤولية، هي من أكثر القيم أهمية للصحافي. ولهذا السبب، ينبغي ألا يسعى الصحافي لنفوذ سياسي، حتى وإن كان يتناول المسائل الاجتماعية. ولئن كان بإمكان المراسل الصحافي إبداء آراء محددة، فإنه ينبغي عليه القيام بهذا بشكل منفصل عن العمل الإخباري حتى لا تتزعزع مصداقيته كناقل مستقل للمعلومات، وحتى لا يتجه الجمهور لاعتبار كل ما يقوله منحازاً.

ويتعين على الصحافيين التمسك بالممارسات الصحافية الجيدة، التي تحدث إلى حد كبير من خلال التنظيم الذاتي الذي ستتم مناقشته بمزيد من التفصيل في الفصل التاسع.

القيم التي تسترشد بها الصحافة:

  • دقة التوقيت
  • الصدق
  • الحياد/ عدم الانحياز
  • الاستقلالية
  • الصفة التمثيلية
  • المسؤولية