التحقق من المعلومات يساعد في تجنب مشاكل الأخبار الكاذبة والمضللة

أنتجت شبكات التواصل الاجتماعي محتوى بات يطلق عليه مؤخراً مصطلح “محتوى من إنتاج المستخدمين” بدوافع تختلف عن دوافع الصحافيين في الماضي، الذين أنتجوا محتوى في ظروف مهنية وأخلاقية محددة.

ولذلك، أضحى من الضروري على المستخدمين التحقق من صحة المنشورات، ومحتواها، ودوافع منتجيها من أجل مواجهة الأخبار الكاذبة، والذي يمكن أن يوقعهم في شرك الطرق المتبعة من المستخدمين، التي تنطوي على نوايا حسنة وأخرى سيئة، أو طرق وأساليب غير صحيحة إنما شائعة.

التحقق من الأخبار، والمحتوى المكتوب، والمستخدمون

استخدم المواقع لدحض وتحديد المعلومات الخاطئة، أمثال هذه المواقع: سنوبس للتحقق من وجود المحتوى الذي ينبغي التحقق منه في هذه المواقع. حدّد المحتوى الأصلي، ومصدره عن طريق البحث عن نفس المحتوى، أو عن محتويات مشابهة له عبر الإنترنت. وابحث عن التقارير الواردة بهذا الصدد عن المناسبات المثيرة للشك في مصادر إخبارية أخرى. ابحث عن التاريخ الأول الذي تم نشر هذا المحتوى فيه، وتواصل مع الناشر الأصلي إذ يمكن له أن يعطيك المزيد من المعلومات عن المحتوى.

إن الهدف من التحقق من مصدر المحتوى هو معرفة ما إذا كان الشخص أو الحساب الناشر للمحتوى موثوقاً أم لا، ولذلك يمكن طرح الأسئلة التالية لمساعدتك في هذا السياق:

هل يمكن تصديق المصدر؟ من هو/هي؟ أين هو/هي؟ هل يعرفون هذا الحساب؟ هل كان المحتوى السابق موثوقاً؟ ما هي طبيعة المحتوى الذي تم نشره مسبقاً؟ هل يمكنك التحقق من هوية الناشر والتواصل معه/ معها مباشرة؟

تحقق من أنشطة الناشر السابقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانظر لمدى نشاطه على هذا الحساب، وما هي الأمور التي يتحدثون عنها وينشرونها؟ وأين يسكنون بناء على المعلومات الموجودة في حسابهم؟

تحقق من أصدقائهم ومتابعيهم عبر الشبكات الاجتماعية، ومن يتابعون ومن يتابعهم؟ مع من يتفاعلون؟ هل هم مدرجون ضمن قوائم أخرى لأشخاص آخرين أم لا؟

حاول البحث عن حساباتهم ذات الصلة بنفس الاسم أو اسم المستخدم عبر شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، من أجل إيجاد المزيد من المعلومات، وإذا تمكنت من إيجاد الاسم الحقيقي، استخدم أدوات البحث عن الأشخاص، مثل موقع سبوكيو، وموقع وايتبيجيز، وموقع بيبل، وموقع ويبمي لإيجاد معلومات الاتصال لهؤلاء الأشخاص. كما يمكن استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل موقع لينكدإن لمعرفة المزيد من المعلومات المهنية عن الأشخاص.

تحقق ما إذا كان حساب الشخص عبر فيسبوك أو تويتر قد تمت المصادقة عليه مسبقاً، من خلال ملاحظة شارة التحقق (شارة التحقق زرقاء اللون)، عند تمرير مؤشر الفأرة على شارة التحقق زرقاء اللون، سترى عبارة “الصفحة أصلية” إذا كانت فعلاً كذلك.

التحقق من الصور

تظهر التقنيات الحديثة التي يمكنها أن تحدد أصل الصور المنشورة عبر الإنترنت من وقت لآخر، ففي عام 2019، لدينا محرك البحث عن الصور جوجل، وموقع تينآي وهما فعالان ومجديان.

ومن أجل التحقق من صورة ما، احفظها على حاسوبك أو انسخ رابطها، ثم حمل الصورة أو الصق رابطها على صندوق البحث عن الصور جوجل، وقارن النتائج المتقاربة التي تظهر عن الصورة. نلاحظ أنه غالباً ما تكون الملفات الأكبر من حيث المساحة هي الملفات الأصلية. تحقق من تاريخ النشر من نتائج البحث، حيث إنه من المرجح أن تكون أقدم الصور هي الصورة الأصلية.

وتأكد من أن الصورة تحتوي على بيانات من نوع EXIF، أو البيانات الوصفية، حيث تعتبر هذه الصيغة مرجعية في تخزين تبادل المعلومات في ملفات الصور المصورة رقمياً، مثلاً، عند التقاط صورة باستخدام كاميرا رقمية أو هاتف ذكي، تحتفظ الصورة بهذا النوع من المعلومات، مثل نوع الكاميرا، وحجم الصورة، وتاريخ التقاطها. ولكن لا يمكننا الوثوق بالتاريخ على أنه صحيح بشكل كامل، إذ يمكن تعديل تاريخ التقاط الصور يدوياً على الكاميرا. ولإيجاد البيانات من نوع EXIF يمكنك استخدام برامج أو أدوات مجانية مثل جيفري عارض البيانات الوصفية EXIF، وموقع Fotoforensics.com، وموقع Findexif.com، أو بكل بساطة يمكنك أن تنقر على الصورة، ثم انقر على خصائص الصورة.

عادة ما تختفي بيانات EXIF عند تحميل الصور لمواقع التواصل الاجتماعي ولكن يتم حفظها إذا تم إرسالها عن طريق البريد الإلكتروني. أما بالنسبة لشبكات التواصل الاجتماعي مثل موقع تويتر، وفيسبوك، وإنستاغرام فتستخرج البيانات الوصفية، ولإيجاد البيانات الوصفية المخفية، بإمكانك استخدام جيوفيديا أو Ban.jo.

كما يمكن أن تتنوع البيانات إذا ما تم تعديل الصورة عبر برنامج فوتوشوب على سبيل المثال، ولذلك لا يمكن الوثوق دائما بشكل تام ببيانات EXIF، ويمكنك استخدام مواقع مثل “Image edited?” لتحري التلاعب الذي يمكن أن يتم على الصور باستخدام برنامج فوتوشوب مثلاً.

وتعرض بعض الخدمات مثل فليكر، وبيكاسا، وتويتر خيار أن تشمل الصورة الموقع الذي تم التقاطها فيه، مع الانتباه إلى أنه لا يمكن أن نضمن صحة المعلومة هذه بنسبة 100%.

وللتحقق من الوقت والمكان المزعومين للصورة، تحقق من الموقع الجغرافي للصور، فهناك أدوات متخصصة يمكنك استخدامها لتحديد الموقع عبر نظام تحديد المواقع GPS، والتأكد ما إذا تم التقاط الصورة في المكان المزعوم أم لا. ما هي هذه الأدوات؟

قم بالبحث عن نقاط مرجعية لمقارنتها مع صور الأقمار الصناعية والصور المحددة جغرافياً مثل الإشارات والأرقام والحروف والإشارات الموجودة على المباني والشوارع ولوائح السيارات، ويمكنك استخدام مترجم جوجل أو موقع free.orc.com عند الحاجة. بالإضافة إلى ذلك، قم بالبحث عن الشوارع أو المعالم الطبيعية المعروفة مثل الجبال والأشجار والسفوح والأنهار.. إلخ. وتفقد الآثار والمباني مثل المآذن والكنائس والمدرجات والجسور وما إلى ذلك. واستخدم خرائط جوجل وجوجل ستريت فيو وجوجل إيرث لتفقد ما إذا كانت الصور القديمة والمحددة تتطابق مع منطقة وموقع الصورة التي تريد تفقدها. وبإمكانك أيضاً استخدام موقع ويكيمابيا لتحديد الخصائص. ولا تنس تفقد التفاصيل وانتبه للملابس والمباني والعمارة ولوحة السيارة والمناخ.

إن ربط جميع هذه العناصر من الممكن أن يساعد في تحديد إن كان المحتوى منطقياً وواقعياً أم لا. وأكثر طريقة فعّالة هي التواصل مع الشخص الذي قام بتحميل الصورة من خلال حسابه أو عن طريق البريد الإلكتروني وسؤاله إن كان هو من التقط الصورة أم لا. فمن المهم أيضاً معرفة هوية من قام بتحميل الصورة، فعملية التتبع تبدأ غالباً بمن حمّل الصورة انتهاء بمن التقطها.

وعند التواصل مع المصدر، قم بمقارنة أجوبتهم مع المعلومات التي حصلت عليها خلال بحثك الخاص وتأكد من أن الأجوبة تطابق معلوماتك. وبإمكانك أن تطلب من المصدر المزيد من الصور التي التقطت قبل وبعد الصورة لكي تتحقق. وقم باستخدام المنطق وحدسك خلال عملية التحقق، فليست جميع المعلومات تحتاج لبرامج وأدوات. فعلى سبيل المثال، هل الوصف أو الشرح المصاحب للصورة مطابق لها أم لا؟ هل يبدو المحتوى منطقياً وذا صلة بالسياق الوارد؟ هل يوجد خلل في المحتوى، إذ يبدو في غير مكانه أو يصعب تصديقه؟ هل تفاصيل ومعلومات المصدر تتعارض بعضها مع بعض؟

وأحياناً يتم إنتاج الصور، أو المواقع الإلكترونية، أو الملفات الشخصية المزيفة، أو الأخبار مثل المحتوى بنية الاحتيال على الآخرين من خلالها، وأحياناً يكون الدافع منها هو المكسب المالي، وأحياناً أخرى تكون بنية التأثير على حملة إعلامية أو قضية ما. ومن الممكن أن ينشر الأفراد، أو الناشطون، أو المؤسسات، المعلومات المضللة بنوايا حسنة ودون القصد. ولذلك، من المهم جداً قراءة المعلومات بصورة نقدية عند استهلاك الإعلام، خاصة عند المعلومات غير المتوقعة أو الجديدة.

وكلما زادت مهنية حالات الاحتيال، كُتبت بتفاصيل أكثر. فيؤدي الموقع المزيف مثلاً إلى روابط لأخبار تتم ملاحظتها فقط من خلال النظر للعنوان الفعلي بعد النقر على المنشور، وذلك لأن الصور والنصوص المستخدمة تكاد تماثل تلك الموجودة على الموقع الأصلي دون التمحيص فيها.

وينبغي على المستخدمين في ظل ظروف التواصل الجديدة هذه أن يفترضوا دوماً خطأ المعلومات المنشورة عبر الشبكات، وينبغي عليهم أيضاً التشكيك في صحة المعلومات والمحتوى، والتحقق الدائم، وتحليل المحتوى، والفصل بين المشاعر والعواطف عند التعامل مع أي من هذه المنشورات حتى يتم التحقق من أهدافها.

ولذلك، يجب التحقق من التفاصيل التالية:

  1. التحقق من المصدر: من هو؟ وما هي دوافعه واهتماماته؟
  2. التحقق من وقت تحميل أو نشر الصورة أو النص، قارن النص مع الوقت وابحث عما إذا كان توقيت الصور في النهار أو في الليل، وتحرَّ أيضاً في أي فصل من السنة أخذت الصورة، وقارنها بالمناظر في الصورة، وحلل الفرق في الوقت بينها.
  3. تحقق من الموقع: ابحث عن الصور عبر محرك البحث جوجل للتحقق من مواقعها، وقارنها مع ما تم نشره، وحدد الموقع الجغرافي لكل موقع، وقارنه مع الصور أو المنشورات التي تتحقق منها.
  4. التحقق من الصور: احفظها على جهاز الحاسوب الخاص بك، وحمّلها لموقع صور جوجل، وجد المصدر، وتحقق من مكان ووقت نشرها، وابحث عن أي تعديلات بواسطة برنامج فوتوشوب تمت على الصورة والجهات التي يمكن أن تكون وراء نشرها.
  5. التحقق من مقاطع الفيديو: حمّل الصورة المصغرة لمقطع الفيديو الذي تريد التحقق منه إما لموقع يوتيوب أو لمحرك البحث جوجل، وشاهد أين تم نشره سابقاً، وتعرف على هوية الناشر، وحلل مواقع الصور في مقطع الفيديو، وتحرّ أي تأثيرات صوتية، واتبع أيضاً أي تعديلات تمت عند منتجة الفيديو، وانظر لوقت تحميل المقطع لموقع يوتيوب.
  6. تحقق من المنشورات والتغريدات: لا تصدق أي منشور أو تغريدة تكون في صيغة بي دي أف (pdf)، عليك إيجاد مالك الحساب الأصلي والتأكد من أنه فعلاً قد نشر المنشور أو التغريدة من حسابه. وتأكد أنه لم يتم اختراق الحسابات التي تتحقق منها.

يملك مستخدمو الشبكة نوعين من أساليب التحقق المتاحة، أولهما التحقق المغلق الذي يتم عن طريق المستخدم فقط أو من خلال شخص محدد أو مستخدمين محددين. أما الثاني فهو أسلوب التحقق المفتوح، ويتم عن طريق التساؤل عن سلامة المعلومات التي يتم نشرها عبر الشبكة عن طريق التفاعل مع الآخرين، ولكن ينطوي النوع الأخير على المخاطر، نظراً لأن عملية التحقق من الشائعات يمكن أن ينتهي بها المطاف لأن تعيد نشر الشائعات، وقد تعرِّض عملية التحقق المعلومات الشخصية لبعض الأفراد للخطر بسبب اندفاع جماهيري كبير بسبب الموضوع والمطالبة في التحقق منه ومكان سكن هؤلاء الأشخاص. وقد تؤدي عملية التحقق هذه لتشكيل رأي عام مجابه لهم أو يمكن أن يحدد مكانهم، وبذلك يصبحون أفراداً مطلوبين.

اقرأ المزيد حول:

الدعم والمناصرة

الوصول إلى المعلومات والمعرفة

أصبح العالم شبكة من التواصل السريع مع المزيد والمزيد من الناس الذين يستخدمون الإنترنت أكثر من أي وقت مضى. ففي عام 2014، كان ما يقارب 42٪ من سكان العالم يستخدمون شبكة الإنترنت. وحسب الاتحاد الدولي للاتصالات، فإنه ومع نهاية عام 2018، كان 3.9 مليار شخص يستخدمون الإنترنت، أي ما نسبته 51.2% من عدد سكان العالم.

ومع ذلك، هناك تباينات هائلة في عدد المستخدمين عبر الفئات المختلفة من الناس. وهذا من شأنه أن يخلق مشاكل ذات صلة بالمساواة والتنمية، حيث إن كمّاً كبيراً من تبادل المعلومات والخدمات المهمة يجري على الإنترنت. وبما أن إمكانية الوصول للمعلومات والمعرفة متفاوتة بين الناس، يصبح الوصول إلى بعض الخدمات أكثر صعوبة.

ومن بين أمور أخرى، يمكن أن تسبب الفروقات الجغرافية العالمية هذا التفاوت. وعلى سبيل المثال، كان ما لا يقل عن 86.9% من مجموع السكان في أمريكا الشمالية يستخدمون الإنترنت في عام 2014. وفي أوروبا 70% وفي الشرق الأوسط أقل من 50%، بينما تنخفض النسبة في أفريقيا إلى 27.5%. وهذه النسب آخذة في التزايد بشكل متسارع. ففي أفريقيا مثلاً، وحسب إحصاءات الاتحاد، ارتفعت نسبة مستخدمي الإنترنت من 2.1% عام 2005 إلى 24.4% عام 2018.

وهناك في هذا المجال فروقات إقليمية على نطاق أضيق أيضاً، مثل الفرق بين الأرياف والمدن التي قد تكون كبيرة حتى داخل الحدود الوطنية لنفس الدولة. وهذا على الأقل يفسر بعض التفاوت الموجود بين القارات. ففي أفريقيا مثلاً، بدأ التحضر مؤخراً إلى حد ما.

وقد يعود الكثير من التفاوت إلى الفروقات المالية أيضاً. على سبيل المثال، في عام 2019 وفي بعض الدول الأفريقية مثل أوغندا، هناك ضريبة يومية تسمى ضريبة مواقع التواصل الاجتماعي للدخول إلى منصات التواصل الاجتماع، دون الإشارة إلى من الذين لا يستطيعون أصلاً الوصول إلى الإنترنت، حيث إن الإنترنت يتطلب بنية تحتية والعديد من الأجهزة التي لا تتوفر لأولئك الذين يعيشون في المناطق الأكثر فقراً، كما تفسر الفوارق المالية أيضاً بعض التباين في نسب الاستخدام داخل البلد الواحد.

وقد تكون أكثر العوامل تقييداً للوصول إلى المعلومات الضعف الذي يعتري حالة حقوق الإنسان، أو على وجه التحديد حرية التعبير في البلد المعني. مثلاً، في العديد من البلدان التي فيها أنظمة استبدادية إلى حد ما، فإن وصول المواطنين إلى الإنترنت مقيد ومراقب. وفي الصين مثلاً، فإن العديد من وسائل الإعلام الاجتماعي الأكثر شعبية مثل فيسبوك ويوتيوب، محظورة تماماً باستخدام جدران الحماية firewalls.