الفيديو هو التعبير السمعي البصري، المؤلف من صور متواصلة ومن الصوت المرافق لها. وقد يكون الصوت مسجلاً في الموقع مع التصوير أو مرفقاً باللقطات فيما بعد. ومن هنا، فإنه بالإمكان تطبيق العديد من المبادئ والإرشادات الأساسية المتعلقة بالتصوير الفوتوغرافي على تصوير أفلام الفيديو والتصوير السينمائي، كما يُطلق عليه في سياق صناعة الأفلام، مع وجود بعض الاختلاف والمميزات الخاصة والمتعلقة غالباً بالتصوير الحركي وبعملية دمج المادة المصورة، أي ما يسمى التحرير.
وببساطة، يمكن القيام بتصوير لقطات فيديو بوضع الكاميرا على الحامل والضغط على زر التسجيل. وتكون النتيجة النهائية كلقطة الكاميرا الثابتة static camera shot.
يحتاج التعبير السمعي والبصري لإطارات تصوير مختلفة وأنواع معينة من اللقطات المقربة والواسعة، حيث تظهر صورة للإطار الكامل للمشاهد مكان الحدث. كما أن بإمكان هذه اللقطات العريضة أن تعطي المشاهد فكرة عن علاقة الأشياء بعضها ببعض في المساحة المصورة وتظهر كيفية تحركها. إلا أن مثل هذه اللقطات تفتقر إلى القدرة على إظهار التفاصيل والتعبيرات على وجوه الناس. ولتحقيق هذا الغرض، هناك حاجة إلى إطارات للصور أكثر انضباطاً، مثل الإطارات النصفية والمقربة. كما يمكن استخدام اللقطات المقربة إلى الحد الأقصى لدفع المشاهد إلى التركيز على التفاصيل، وهو أمر مهم لعرض الرواية.
إلا أنه في كثير من الأحيان يتم التنقل بالكاميرا في موقع التصوير لإعطاء حيوية للتصوير. ولكل من الأساليب البارعة والمناورات التصويرية الشائعة لكاميرا الفيديو أسماؤها الخاصة.
يشير التكبير والتصغير Zooming إلى تقنية تغيير البعد البؤري للكاميرا أثناء التصوير. وعادة ما يتم هذا تلقائيّاً عن طريق الضغط على زر معين لذلك. إن التكبير والتصغير شائع جدّاً في تسجيل أشرطة الفيديو المنزلية للهواة، لكن قليلاً ما نراه في التصوير المهني الكلاسيكي الفوتوغرافي والسينمائي. ومع ذلك، فإن هذه التقنية تُستخدم في الوقت الحاضر على نحو واسع في الأفلام الوثائقية الزائفة pseudo documentaries والمقلدة mockumentaries، وكذلك في سينما الفن لمجرد أنها تعطي طابع الهواة للمادة. وبما أن العدسات تكسر الضوء بطرق مختلفة، فيجب أن يتم نقل الكاميرا إلى الأمام نحو الشخص الذي يجري تصويره عند الانتقال من لقطة عريضة إلى لقطة مُقربة. وإذا استدعت الحاجة تغيير العدسة، فقد تبدو النتائج النهائية متباينة في مرحلة التحرير.
التصوير الأفقي/ بانوراما Panning هو عندما تكون الكاميرا ثابتة ولكنها تدور أفقيّاً حول محورها العمودي يميناً أو يساراً.
التصوير المائل رأسيّاً Tilting يعني حركة الكاميرا رأسيّاً، أي عندما تبقى الكاميرا مثبتة وتدور حول محورها الأفقي صعوداً أو هبوطاً.
تصوير التعقب والمتابعة Tracking يعني أن كاميرا الفيديو تتحرك أثناء التسجيل. وفي هذا التصوير تتحرك الأداة كاملة وهذا ما يميزها عن التكبير، فعلى سبيل المثال قد يتم وضع الكاميرا على عربة وتتبع الشخص أو السيارة. من الشواغل الشائعة بخصوص هذا التصوير هو كيفية منع اهتزاز الصورة خلال التصوير. إن تكنولوجيا مثبّت التصوير اليدوي قد تطورت هذه الألفية، إلا أن العديد من الحلول الإبداعية التي تساعد في تحقيق النتيجة المطلوبة مثل استخدام لوح التزلج أو الكرسي المتحرك أو العربة.
غالباً ما تُسجل العديد من اللقطات لنفس المشهد من زوايا مختلفة بهدف توفير مادة لمرحلة التحرير. واللقطة الرئيسيةmaster shot هي لقطة عريضة تغطي المشهد بأكمله بمجمل أحداثه من ناحية زمنية. وبالإضافة إلى اللقطة الرئيسية، يتم استخدام إطارات أصغر لتسجيل تفاصيل ما يجري. وفي مرحلة ما بعد الإنتاج، يمكن إضافة مثل هذه اللقطات للتخفيف من رتابة اللقطة الرئيسية، ويطلق عليها اسم “اللقطات المقتطعة”.
اللقطات العكسية Reverse shots تتابع عادة النقاش أو أي تفاعل يدور بين الناس. وينبغي هنا المحافظة على ثبات المواقع حيث يقف الناس كما ظهروا في اللقطة الرئيسية، أما إذا تغيرت المواقع، فينبغي إظهار الحركة في إطارٍ أعرض. ويمكن أن تكون اللقطات العكسية على نفس الحجم، وهو ما ينصح به، حيث إنها تصور الشخوص بشكل محايد وعلى قدم المساواة.
وتسمى اللقطة من فوق الكتف Over-the-shoulder shots باللقطة العكسية الخارجية External reverse shots. بينما تظهر اللقطات العكسية الداخلية كل الناس، ولا يربط بينهم سوى اتجاه نظراتهم. وتكون الكاميرا هنا خارج الحلبة التي يشكلها الناس الذين يؤدون العرض.
وتعتبر اللقطة العكسية من أساليب التصوير الجيدة في الأفلام الوثائقية والمدخلات الإخبارية، حيث يسهل على المحرر الاقتطاع من اللقطة العكسية. وتفسح هذه التقنية المجال للمحرر للإطالة أو تقصير الحدث، وإزالة فقرات غير مرغوب فيها وبناء كامل المشهد من لقطات متعارضة مع الإبقاء على وهم تطور وتقدم الأحداث بشكل طبيعي.
