نظراً للاختلافات الثقافية والتشريعية، فإن وضع مبادئ توجيهية عالمية للصحافيين ليس بالمهمة السهلة. وهكذا، تختلف المبادئ التوجيهية الأخلاقية من بلد إلى آخر. وتخلق وسائل الإعلام قصصاً عبر العالم، كما أن الجمهور المستهلك لما تنشره وسائل الإعلام يسعى للحصول على المعلومات لا من المصادر الوطنية فحسب، بل أيضاً من وسائل الإعلام الدولية. ومع ذلك، فإن جميع المنشورات تسترشد غالباً بالمبادئ التوجيهية الوطنية الخاصة بها.
وهناك أيضاً مبادئ توجيهية عالمية، مثل إعلان باريس المشار إليه أعلاه. كما أن الاتحاد الدولي للصحافيين (IFJ)، لديه كتاب قواعد أخلاقية يحتوي على تسعة بنود، إلا أنها قواعد فضفاضة جدّاً باعتبارها ناتجة عن حل وسط بين اتحادات وجمعيات الصحافيين من جميع أنحاء العالم.
وتشتمل هذه القيم الأساسية على الصدق والاستقلالية وتخفيف الضرر. وعلى سبيل المثال، ينص أحد المبادئ التوجيهية على: “احترام الحقيقة وحق الجمهور في معرفة الحقيقة باعتباره الواجب الأول للصحافي”. ويفيد البند الرابع من هذه المبادئ التوجيهية بأنه “يجب على الصحافي استخدام الأساليب الشرعية والمنصفة فقط للحصول على الأخبار والصور والوثائق”.
وتطرح هذه التعليمات على الفور العديد من الأسئلة: كيفية تعريف الحقيقة؟ ماذا عن طرق الحصول على المعلومات، ما هي الأساليب الشرعية، وما هي غير الشرعية منها؟
ومن أجل التوصل إلى مبادئ توجيهية أكثر دقة، يتعين على المرء أن يركز على الإرشادات الخاصة ببلدٍ محدد. ولهذا السبب، يقدم هذا الفصل مجموعة مختارة من تلك المبادئ الأساسية الأكثر شيوعاً في البلدان الأوروبية. والأمثلة الأكثر دقة للإرشادات المستخدمة في هذا الدليل مأخوذة أساساً من المبادئ التوجيهية للصحافيين الفنلنديين. وهناك أيضاً أمثلة من المبادئ التوجيهية الدولية والوطنية والمحلية. والخلاصة، من المدهش أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين القواعد المختارة من مختلف البلدان، وذلك على الرغم من الاختلافات الثقافية والسياسية.
وقد تم تجميع المحاور في هذا الدليل على النحو التالي:
- الحصول على المعلومات، ونشرها وتصحيحها
- الموقف المهني للصحافي
- حقوق من يجري المقابلة وحقوق الضيف
- الخاص والعام